تجلط (تخثر) الوريد الحوضي

عادة ما يتم علاج جلطات الوريد الحوضي الشديدة بأدوية لتخفيف لزوجة الدم مع استخدام الجوارب الضاغطة. وبعد انتهاء هذا العلاج فان في نصف المرضى يحدث لهم متلازمة ما بعد تجلط الاوردة. وخاصة في المرضى الأصغر سنا فانه يتم النظر بحرص للعلاج الجراحي أو المشترك مع التحفظي للحفاظ على الصمامات الوريدية وبالتالي إعادة فتح الأوعية الدموية المتضررة تماما.

 

في تجلط الأوردة الحوضي الموجود في الأنسجة العميقة يمكن أن تتشكل جلطات الدم في الجهاز الوريدي العميق وتمتد عبر الركبة والفخذين والحوض. يمكن أن يؤدي هذا ايضا الى تجلط الأوردة في كل من الحوض والساق، وتسمى أيضًا تجلط على مستوى متعدد. في المرحلة الحادة يؤدي ذلك إلى تورم مؤلم في الساق مع لون أزرق وفي نصف الحالات يتطور هذا التجلط إلى انسداد رئوي خطير الذي يؤدي الى الوفاة في عشرة بالمئة من الحالات. العلاج التحفظي لمثل هذا التجلط بالدم لا يزال عبارة عن استخدام للأدوية وجوارب الضغط. وبالرغم من أن الانسداد الرئوي يمكن منعه بهذه الطريقة الا ان الضرر طويل الأجل للصمامات الوريدية غالبا ما يحدث في نصف المرضى. وهذا يؤدي إلى متلازمة ما بعد التجلط الوريدي.
 
عند اللجوء الى طريقة المعالجة الجراحية (أو مع مجموعة من الطرق باستخدام تكنولوجيا القسطرة) في مرحلة التجلط الحادة وهذا يكون خلال الأيام من السبعة الي العشرة ايام الأولى من تجلط الدم فان هذا يمكن من منع تلف الصمامات الوريدية.

 

الأساليب الحالية في علاج الجلطات الحادة

 

تتكون الأساليب العلاجية التقليدية لعلاج الجلطات من إزالتها جراحيا (استئصال الجلطات باستخدام القسطرة والبالون) وكذلك الاذابة الطبية (اذابة موضعية او كلية) للجلطة. الجانب السلبي لهذا النهج الجراحي التقليدي هو الضرر الذي يلحق بالصمامات الوريدية عند إزالة القسطرة البالونية.

 

وبالإضافة لذلك فان الجلطات الموجودة في أسفل الساق في الأوردة الرفيعة يمكن إزالتها بشكل كامل. أثناء اذابة الجلطة يتم إعطاء الأدوية عن طريق الوريد. هذا الإجراء يجب أن يتم إجراؤه في وحدة الرعاية المركزة ويمكن أن يؤدي هذا إلى انسداد رئوي او نزيف حاد.

 

طرق العلاج المشتركة

 

يهدف هذا العلاج على خطوتين إلى إزالة جلطة الوريد تماما مع الحفاظ على الصمامات الوريدية بحيث تقوم بعملها بشكل صحيح. يستخدم جراح الأوعية الدموية مزايا كلا الأسلوبين مع تجنب نقاط ضعفهما. حيث يتم التعامل مع أجزاء الأوردة التي تحتوي على العديد من الصمامات (على سبيل المثال في الفخذين العلوي والسفلى) بالإذابة. أما في منطقة الحوض، حيث لا توجد صمامات يتم استخدام قسطرة البالون.

 

في بداية العملية التي يتم تنفيذها في غرفة العمليات الهجينة وتتطلب تخديرًا عامًا، يتم وضع الضاغط الهوائي على الفخذ، مما يعزل الساق عن الدورة الدموية.

 

ومن خلال الوريد الموجود في القدم يتم حقن دواء الاذابة وحل الجلطة في أوردة الساق السفلية والعليا مع الحفاظ على الصمامات الوريدية. وفي وقت لاحق من خلال جرح طفيف في منطقة الحوض يتم إدخال قسطرة البالون لتحرير اوردة الحوض من الجلطات. ثم يتم اغلاق النهاية العلوية من الوريد مما يقطع تدفق الدم ثم يتم إزالة الضاغط الهوائي ويليه تدفق الدم وبالتالي يتأكد من عدم وجود جلطة لا تزال بداخل الدورة الدموية. يتم حفظ الدم وإعادته إلى المريض في وقت لاحق.

 

هذه الطريقة عندما يتم تطبيقها خلال السبعة الى العشرة أيام الاولى يمكن إعادة فتح أوردة الحوض والساق تماما دون إتلاف الصمامات في تسعين بالمئة من الحالات. أما على المدى الطويل فعادة حدوث المضاعفات كبيرة أو متلازمة ما بعد التجلط الوريدي غالبا ما تكون ضئيلة حتى بعد وقف الدواء المخفف للدم والعلاج بالضغط.

 

إعادة فتح الانسدادات المزمنة

 

بعد تجلط الدم الحاد في وريد الحوض يمكن أن يتسبب في انسداد مزمن مع متلازمة ما بعد التجلط الوريدي. أما عن أعراضه فهي ميول مستمرة للتورم والشعور بثقل الساق وتلف الجلد المزمن مع التصبغ البني للساق في الجزء السفلي والتصلب ما تحت الجلد والأكزيما وتكوين متجاوزات الدورة الدموية في منطقة الحوض. وعلاوة على ذلك فإن خطر تجدد تجلط الدم أعلى بكثير في الوريد الذي يعاني من متلازمة ما بعد التجلط.

إن أكبر مشاكل متلازمة ما بعد التجلط انها تؤدي إلى ضعف النشاط في الحياة اليومية. في بعض الحالات حتى بعد عام من حدوث الانسداد المزمن يمكن في بعض الأحيان أن يعاد فتحها مع تكنولوجيا القسطرة أو في العلاج المشترك (التحفظي والقسطرة).
 
لتحديد أفضل طريقة للعلاج فانه من الضروري التعاون بين التخصصات بما في ذلك أطباء الأوعية الدموية وجراحي الأوعية الدموية وأخصائي الأشعة. يتم تنفيذ العملية في غرفة عمليات القسطرة المجهزة بأجهزة فحص متخصصة أو في غرفة عمليات مختلطة. وإذا كان بالإمكان إعادة فتح الوريد المغلق فانه يتم إدخال دعامة وريدية.